نص الترجمة على الرغم من أن اليابان واحدة من أكثر دول العالم تقدما، فإن معدل المواليد الجدد آخذ في الاحتضار، إذ شهد العام الماضي لأول مرة مفاجأة وصل فيها عدد المواليد إلى أقل من مليون، في حين انخفض في المقابل عدد السكان بأكثر من 300. 000 فرد. يعزو البعض السبب وراء هذه الظاهرة إلى قلة اهتمام الشباب الياباني بالعلاقات الحميمة، بجانب النساء اللاتي انشغلن بحياتهن المهنية وفضَّلن العمل على الزواج وتكوين أسرة. غير أن أحد أكثر الأسباب إثارة للدهشة في بلد متقدم مثل اليابان هو صعوبة حصول الشباب على وظائف جيدة. يُنظَر إلى الرجل في اليابان على أنه العائل الوحيد للأسرة، لذا فالافتقار إلى وظائف جيدة قد يجعل الرغبة في الزواج والإنجاب تكاد تكون مطلبا مستحيل المنال، وهو ما يرميهم هم وشركاؤهم في حالة من العزوف عن الزواج لأنهم لا يستطيعون تحمل تكاليفه، وهذا يزيح الستار عن حياة اليابانيين التي تتسم بطابع تختلط فيه الدهشة بالمأساة.
تكررت شكاوى النساء في المدن اليابانية الكبرى بسبب صعوبة إيجاد شركاء يُضمرون في نفوسهم نية الزواج، لذا قررتْ شركة "زوي (Zwei)"، وهي شركة يابانية للمواعيد المُدَبرة، أن تقدم للنساء في المدن الكبرى دروسا في الطبخ وإعداد وجبات من محافظات أخرى مثل محافظة ميازاكي في جنوب اليابان. كان هدف الشركة الأساسي هو محاولة تعزيز إحساس مُحَبب في نفوس النساء تجاه الحياة خارج مدينة طوكيو، ومحاولة التوفيق بين النساء في المدن اليابانية الكبرى والرجال في مناطق أخرى من البلاد، لأن الرجال هناك يشغلون وظائف جيدة ومستقرة، ويُنظر إليهم على أنهم شركاء صالحون للزواج. تمنح هذه الأنواع من الشركات إحساسا داعما للنساء، وتلطّف من شعورهن بالخزي إزاء الظروف المُضنية التي وقع ضحيتها الرجال وكانت سببا في عزوفهم عن الزواج. وعن هذا يقول "كوتا تاكادا"، موظف في شركة زوي: "لا يتمتع الرجال في هذه المدينة بالكثير من الرغبات الذكورية التي قد تحفزهم على الزواج، لذا تجد أغلبهم يتخلى بسهولة عن فكرة الزواج برمتها".
8 مليون عامل، في حين زاد عدد العمال الذين يشغلون وظائف غير منتظمة بمقدار 7. 6 مليون عامل". يُطلَق أحيانا على هؤلاء العمال المؤقتين في اليابان اسم "فريترز (freeters)"، وهي مزيج من كلمة "freelance (عمل حر)" والكلمة الألمانية "أربيتر (arbeiter)"، والتي تعني "عامل"، ليصبح المعنى في النهاية "العامل الحر". وفقا لكينغستون، فإن بداية صعود العمال الذين يشغلون وظائف غير مستقرة في اليابان كان في بداية التسعينيات، عندما قررت الحكومة إجراء بعض التغييرات في قوانين العمل لاستغلال أكبر قدر ممكن من العمال المؤقتين والعمال المتعاقدين مع شركات وسيطة. ومع ظهور العولمة، ازداد الضغط على الشركات لخفض التكاليف؛ ما أشعل شهيتها بصورة متزايدة للاعتماد على قوى عاملة مؤقتة، وهو اتجاه تبنته اليابان بقوة خلال فترة الكساد العظيم.
في السياق ذاته، يقول ماتسوبارا مُعلّقا على ذلك: "لا توجد علاقة أبدا بين مقدار الوقت الفعلي الذي يقضيه الموظف في العمل، وعدد الساعات المُسَجلة رسميا. مع هذه الفجوة الهائلة، يسيطر على الموظفين شعور بأنهم يسقطون يوميا في مستنقع وعر ومُضَلل". لم يحصل ماتسوبارا مثلا على أي إجازة تقريبا، لأنه حتى في الأيام التي من المفترض أن يأخذها إجازة، كان يتلقى أوامر من الشركة لأخذ دروس في مجالات معينة لتطوير مهاراته والحصول على بعض الشهادات اللازمة. في ظل هذه الوتيرة المُرهِقة التي تسير عليها الحياة في اليابان، فإن مسألة المواعدة تكاد تكون أمرا أشبه بالمستحيل.
الحقيقة أن اليابان بلد يتمتع بثقافة تقدس العمل المستقر برواتب منتظمة، لدرجة أن الأشخاص الذين لا يستطيعون العثور على وظيفة منتظمة وثابتة -بغض النظر عن مؤهلاتهم- غالبا ما يتعرضون لانتقادات لاذعة قد لا يتعرض لها أقرانهم في بلدان أخرى. تعليقا على ذلك، يقول "ريوسوك نيشيدا"، الأستاذ في معهد طوكيو للتكنولوجيا: "إن الميل العام أو الاتجاه السائد في اليابان هو عدم التردد في إلقاء اللوم فورا على الأشخاص الذين لم يتمكنوا من الحصول على وظيفة". والسبب الآخر الذي قد يزيد الأمور تعقيدا في اليابان، هو أن الثقافة اليابانية تهتم كثيرا بالعمل الجاد وساعات العمل الطويلة، كما يُعتبَر من الوقاحة مغادرة عملك قبل رئيسك.
وإن لم يسجل أحد الموظفين خروجه عند السابعة مساء، سرعان ما يتلقى مكالمة على هاتفه يطلبون منه بفظاظة التوقيع على الفور مع الاستمرار في العمل. بيد أن صرخة احتجاج الموظفين على الأوضاع القائمة لم تكن بالأمر اليسير. لا يشعر المرء بالمهانة إذا أخفق في بعض الأمور، لكنه يشعر بالمهانة فقط إذ استثمر كبرياءه وشعوره بقيمته في طموح وإنجاز محددين -كالحصول على وظيفة ما- ثم خاب سعيه، وهذا بالضبط ما يعيشه الموظفون في اليابان.
تُعَد إحدى أعمق المخاوف والمصاعب التي يجابهها المواطن الياباني هي عدم حصوله على وظيفة مُستقرة يمكن أن يُعوِّل عليها، لأنه من دونها يفقد فرصته في أن يكون شريكا مرغوبا فيه للزواج. على المنوال ذاته، يتفق "ماشيكو أوساوا"، الأستاذ بجامعة المرأة اليابانية، مع وجهة نظر كينغستون في أن التطور الذي اتخذته اليابان في نماذج توظيفها عاد بالسلب على حديثي التخرج الذين أصبحوا يواجهون صعوبة بالغة في تأمين موطئ قدم لهم على السلم الوظيفي.
توقعات مباراة ألمانيا واليابان في كأس العالم 2022 - Sportslens ARJoin our Telegram channel to stay up to date on the latest in marketing تجمع المنتخب الألماني ونظيره الياباني، مباراة مهمة في المجموعة الخامسة لكأس العالم 2022، في يوم الأربعاء 23 نونبر، في الساعة 16 بتوقيت الدوحة، 13 بتوقيت غرينتش. المنتخب الياباني، يشارك للمرة السابعة في تاريخه في بطولة كأس العالم، أما أفضل إنجاز له في كأس العالم فهو الوصول إلى دور الثمانية في بطولة 2002 و 2010 و 2018. يتوفر المنتخب الياباني على بعض اللاعبين المتميزين وذي الخبرة، مثل اللاعب Takumi Minamino لاعب فريق موناكو الفرنسي و Gaku Shibasaki لاعب فريق ليغانيس الإسباني. مدرب المنتخب الياباني هو الياباني Hajime Moriyasu.
في ظل ثقافة تؤكد بشدة على أن الرجال هم المسؤولون عن إعالة الأسرة، وعندما تُضيف ذلك إلى حقيقة أن الحصول على وظيفة دائمة بات أكثر صعوبة، فإن ذلك كله يعبّد لهم سبيلا للبقاء رازحين تحت وطأة عدم الرغبة في الزواج، مع زيادة نفورهم عن الإنجاب. تُعَد إحدى أعمق المخاوف والمصاعب التي يجابهها المواطن الياباني هي عدم حصوله على وظيفة مُستقرة يمكن أن يُعوِّل عليها، لأنه من دونها يفقد فرصته في أن يكون شريكا مرغوبا فيه للزواج. تعليقا على ذلك، يقول "ريوسوك نيشيدا"، الأستاذ في معهد طوكيو للتكنولوجيا، والذي كتب سابقا عن البطالة بين الشباب: "حتى لو رغب الطرفان في الزواج، وكان كلاهما يشغل وظيفة غير مستقرة، فعلى الأرجح سيُعارض الآباء إتمام هذا الزواج، لأن حصول الرجل على وظيفة مستقرة ودائمة هو أحد أهم الأعمدة التي تنهض عليها الثقافة اليابانية، فإذا تخرج المرء ولم يعثر على وظيفة ثابتة، فسرعان ما يُوصَم بالفشل".
قبل قرن.. سبب إعلان اليابان الحرب على ألمانيا - العربية
موعد مباراة ألمانيا واليابان في كأس العالم 2022 والقنوات الناقلة
بعد عام واحد فقط، بدأت وطأة المرض تزداد حدة بسبب الساعات الطويلة والضغط النفسي الشديد الذي يتعرض له ماتسوبارا. كانت كل الطرق التي سلكتها الشركة تعبق بنذير الخطر على الصحة النفسية والجسدية للموظفين. واجه ماتسوبارا بعد مدة مشكلات في النوم، وبدأت الهلاوس والأصوات الغريبة تسيطر عليه، واكتسحته موجة من الاكتئاب بسبب التناقض المخيف بين توقعاته عن الوظيفة المستقرة التي كان يتلهف لها والتجربة الحقيقية التي خاض غمارها. بيد أن الشركة بالنسبة إلى الموظفين باتت مكانا غير مبالٍ ذا أبعاد هندسية وحسب، وأُلغيت في حضرته أي معنى للألفة.
أثقل ذلك كله كاهل ماتسوبارا، وزاد العبء عليه لدرجة أنه نُقل إلى المشفى عدة مرات في سيارة إسعاف، لأنه في لحظات كثيرة واجه صعوبة بالغة في التقاط أنفاسه، وسرعان ما انتهى به المطاف بانهيار عصبي. لم تتوقف الشركة عند هذا الحد، بل تمادت وأجبرته على الاستقالة وإعادة الأموال التي ادخرها جراء العيش في السكن الذي توفره الشركة التي أصبحت كيانا مرتبطا سيكولوجيا بمعاناة موظفيه. يُدبر ماتسوبارا معيشته حاليا من نظام الرعاية الاجتماعية، وتعليقا على ذلك يقول: "كانت حياتي تسير بسلاسة وعلى نحو منتظم لا يُعَكِّر صفوها شيء، إلى أن جاءت شركت [دايوا هاوس] ودمرت حياتي بأكملها جراء الضغوطات التي أثقلت كاهلنا وأخذت تتعاظم يوما تلو الآخر". المثير للسخرية حقا أنه من بين 800 موظف بدؤوا مع ماتسوبارا في هذه الشركة، استقال منهم بعد مدة قصيرة نحو 600 شخص، وهذه هي المشكلات التي يخلِّفها نظام العمل الذي يبث في نفوس موظفيه شعورا بالمهانة وعدم الاستحقاق. ثقافة تقدس العمل وأخرى تسحق الموظفين صحيح أن اليابان ليست البلد الوحيد الذي لا يميل أفراده إلى الإعلان عما يساورهم من قلق وضغط بشأن المكانة الاجتماعية أو المهانة التي يسببها لهم أرباب العمل، ولا هي الدولة الوحيدة أيضا التي شهدت زيادة ضخمة في العمالة المؤقتة، لكنها مع ذلك تنطوي على أوضاع أكثر تعقيدا مما قد يختبره الموظفون في الولايات المتحدة أو أي دولة أخرى متقدمة.
إرسال الأموال إلى ألمانيا | Western Union المغرب